سرايا - بين صفحات المجد خط مسيرته المجيدة بأحرف من ذهب ، وفي ميادين العمل اجتهد وثابر وكافح حتى ترسخ اسمه ونحت في صخور الكدح وتحدي الصعاب ، حتى باتت سيرته تزخر بالعطاء والثناء والمديح من جميع الذين عاصروه وشاهدوا بأم أعينهم تلك إمكانياته المذهلة تتحول إلى عمل دؤوب ودرب من دروب النجاح الطويل .

العين محمد عبدالقادر كريشان ، ابن محافظة معان الأبية، أو كما يحب أن يطلق عليها أهلها العظام "معان العز" أضحى مثالاً يستدل به إلى القمم وقمراً يستنار به لتحفيز الهمم والنهوض بها نحو آفاق النور ، ابن معان الذي توجه إلى دمشق للحصول على ليسانيس الحقوق من جامعة دمشق التي امتازت طوال تاريخها بصرامة العلم والتعلم وحصل ما يرغب في العام 1975 حين تخرج من الجامعة بنجاح وتميز ملحوظان ، لتبدأ بعدها سيرة تكللت ولا تزال بالبذل في سبيل الوطن والأرض الأردنية .

شغل في حياته المباركة عدة مناصب مرموقة وحساسة ، وكان من أهمها منصب مدعي عام والذي تسلم مهامه سنة 1981 ومن ثم تقلد منصب قاضي بداية في العام 1990 لينتقل بعدها بنجاح إلى منصب قاضي استئناف في العام 1995 وليتم تتويج مسيرته بمنصب سيساهم كما كان أسلافه في التقدم والازدهار للدولة الأردنية ومستقبلها الوردي ، حيث يشغل كريشان حالياً منصب عضو مجلس الأعيان الخامس والعشرين .

محطات ولحظات وسنين طويلة قضاها وأفناها في خدمة الأردن وأهله الأكارم دون كلل أو ملل ، حتى تحقق له ما يرمو ويصبو إليه بني البشر في أن تخلد أسماؤهم في صفحات الشرف والعطاء والكبرياء ، وهو ما دفعه إلى الاستمرار في خدمة الوطن متحدياً كل الظروف مصمماً على خدمة الوطن مهما تقدم به العمر أو تناثرت على رأسه خيوط الشيب اللامعة والتي تذكره وتذكرنا بالمسيرة الحافلة لهذا الرجل الطموح الشغوف صاحب البصيرة النيرة والرؤية البعيدة والنظرة الإبداعية أينما حل وارتحل .